الأربعاء، ٢٦ يناير ٢٠١١

حـنـيـــن


حنيــــن

أخذ نفسا ً عميقا بعد مجهود يوم شاااق وارتمي على أقرب مقعد له .. وصار ينظر مُصعب الي شقته الجديده وقلبه يكاد يطير من كثرة خفقانه

فكم تمني مُصعب ان تساعده ظروفه لينتقل لمكان آخر يشعر فيه انه اصبح انساان .. وكم تحمل سنوات طوال حتى حقق حلمه

ولكن وسط فرحته ونظراته المبعثرة ف أركان الشقة شعر بان هناااك شيء ما ينقصها وظل يفكر تُري ماهو؟

ثم استشعر بأن تلك البلكونه الخاويه الا من كرسي ومنضده صغيرة تحتاج لان يكون هنااك مجال لاستشعار انها تقترب من الطبيعه

فتحتاج لشيء من الخضرة حتى تضفي جمال للمكان وفي ذات الوقت تكون مكان يساعد على الراحه والاسترخاء أكثر

وبالفعل ذهب مصعب في اليوم التالى الي بائع الزهور وسأله عن الاشجار التي يستطيع ان يأخذها لبيته

وظل البائع يصنف له الاشجار وينوعها امامه حتى التفت مصعب الي شجره مركونه ف جانب المحل

وسأله عنها .. فأجابه البائع بأن هذه الشجرة تحتاج الي رعايه خاصه لانها عجوز وسترهقه وحاول البائع ان يثنيه عنها ليبيعه الاجمل والاحلي

ولكن أبي مصعب الا ان يأخذها معه وكان لا يدرك لماذا استشعر هذا ولكنه احبها جدا

واخذها مصعب بعد ان علم كيفية الاعتناء بها وذهب الى بيته ووضعها ف ذلك الركن بجوار الكرسي

وصار كل يوم يقضي معها الساعات الطويله يثامرها ويحكي لها يومه وهو يعتني باوراقها ويزينها ويضع لها الماء ف رقة

واعتاد يوميا على فعل هذا وكأنها هى المؤنس له في ذلك البيت الخاوي من الأحياء سوي تلك الشجرة

ومرت الايام والشهور وصارت الشجرة مورقة وخضرااء وتحمل من الحياة ما لاتحمله كثير من الاشجار الاخري الاصغر والاجمل

وتحسن وضع مصعب يوما بعد يوما وكأن تلك الشجرة كانت مصدر الخير له

ومرت الحياة بأيامها ووصل مصعب ف عمله الى منصب هاام زادت معه مسئولياته

وانشغل بعمله الجديد ومسئولياته وكان يرجع كل يوم من عمله مرهق جدا ولا يكاد يري اين فراشه ليلقي بجسده المجهد النحيل عليه

ولكنه لم ينسي شجرته فكان يوميا يضع لها الماء ويرويها

ومرت الايام هكذا فتره حتى عاد يوما من عمله وهو يحمل من الضيق ف صدره ما لا يكاد يتحمله

واستشعر ان هناك شيئا ينقصه ودخل بفنجان قهوته الى خلوته مع شجرته الحبيبه وفوجيء بما رأي ....



فرأي تلك الشجرة التي كانت قد دبت الحياه فيها من جديد

قد ذبلت اوراقها وماتت اغصانها

وزادت حيرته وظل يسئل كيف حدث هذا ؟؟

وما الذي أماتها .. فهو كان يضع لها الماء ؟؟

ماذا حدث ؟؟

وظل ينظر لهاويسئلها وكانه ينتظر الاجابه

لماذا .. تركتيني ؟؟

من فعل بك هذا؟؟

لقد قضينا اياما وشهورا عده نتنفس نفس الهواء

لقد صرتي اقرب شيء لي ف هذا العالم الخاوي من الاحياء

لقد تبادلنا الأحاديث والضحكات فلقد كنت اشعر بضحكاتك

لقد شهدتى على دمعي الذي لم يراه غيرك

لقد كنتى خليلي ف وحدتى

لقــ ...

وهناااا.. صمت قليلا

واستشعر ما حدث لها ..

نعم .. انا الذي تركتك اولا

لقد عانيتي الوحده انتى أيضا

لم تتحملى بعدى .. فقررتي الرحيل

نعم كنت اضع لكي الماء .. ولكنك افتقدتي لمساتي عليكي

افتقدتي وجودي بجوارك وحديثنا ليلا ً

افتقدتي حناني عليكي

شعرتي بالحنين لي .. فرحلتي

سامحيني .. لم اكن اقصد البعد

شغلتني امور حياتى فانصرفت عنك ,, وتذكرتك متأخرا

سامحيني .. فلم اكن اقصد.
ولكن بماذا يفيد الأسف الآن؟؟